مع قرب عقد مجلس الأمن جلسته السنوية لتقييم الأوضاع في الصحراء، والنزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو الذي امتد أكثر من أربعين سنة، تقوم عدد من الدول الإفريقية بتحركات من أجل حثه على إلزام المغرب بعودة المكون المدني لبعثة "المينورسو"، بعد أن قررت المملكة طرد عدد من أفرادها.
التحركات الإفريقية، التي أصبحت موعدا سنويا تشتد درجته عادة خلال شهر أبريل، توزعت بين خطوات اتخذتها دول إفريقية بمفردها، أو من خلال منظمة الاتحاد الإفريقي، التي تعد من أكثر المنظمات المناوئة للمغرب ومصالحه الخارجية.
مجلس السلم والأمن الإفريقي، التابع للمنظمة القارية، خصص خلال هذا الأسبوع بلاغا تطرق فيه لمستجدات قضية الصحراء، وجدد هجومه على المغرب، وعرف اجتماعه تقديم جواكيم تشيسانو، مبعوث الاتحاد إلى مخيمات تيندوف، تقريرا يناصر فيه الأطروحة الانفصالية لجبهة البوليساريو، ويدعو إلى التعجيل باستفتاء تقرير المصير.
بلاغ صادر عن اجتماع المجلس خرج هو الآخر بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ ما اعتبرها كافة الإجراءات اللازمة من أجل التعجيل بإيجاد حل لنزاع الصحراء، في دعوة صريحة إلى تطبيق الفصل السابع؛ فيما ادعى الأفارقة المجتمعون أن المغرب "ينهب ثروات الصحراء وينتهك حقوق الإنسان".
واصطف المجلس إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إذ أورد ضمن بلاغه بأنه يثمن جهوده لإيجاد تسوية للنزاع؛ فيما رحب بالزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المنطقة، والتي أثارت التصريحات التي أدلى بها خلالها غضب المغرب، بعد أن وصف سيادته على الصحراء بـ"الاحتلال".
موقف مجلس السلم والأمن الإفريقي أثلج صدر عدد من القيادات في الجبهة، إذ اعتبرت ما تسمى "أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو" أن قرارات ومواقف مجلس السلم والأمن الإفريقي "ترجمة أمينة وصريحة للمواقف التاريخية التي ما فتئ الاتحاد الإفريقي يعبر عنها بخصوص القضية الصحراوية"، على حد تعبيرها، مضيفة أن "هذه المواقف ليست إلا تتمة لما أكده الأمين العام للأمم المتحدة في زيارته الأخيرة إلى المنطقة، وما عبر عنه في تشخيصه للحالة في الصحراء".
وشددت "أمانة التنظيم" على أن قرارات وتوصيات مجلس السلم والأمن الإفريقي "تمثل رسالة واضحة من الحاضنة الأكثر أهلية لإيجاد حل للنزاع في الصحراء"، داعية مجلس الأمن إلى "الأخذ بتوصياته والعمل على تقرير المصير في الصحراء".
وتعودت دول كالجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا على اتخاذ مواقف تضرب مصالح المغرب الخارجية، وانعكست مواقفها على منظمة الاتحاد الإفريقي التي أصبحت المنصة الأولى لأعداء المملكة، في وقت خرجت رئيسة المفوضية الإفريقية، نكوسازانا دلامينى زوما، بتصريحات عدة لدعم جبهة البوليساريو، وتحريض مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرارات تتماهى مع رؤية "أعداء المغرب" في القارة السمراء
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire