mardi 29 mars 2016

هل تغيرت أميركا أم رَبِح الأسد؟

قد يكتب التاريخ يوماً: أن الرئيس الأميركي باراك أوباما كان أحد أفضل الرؤساء الأميركيين في
السياسة الخارجية. أوقف الغزوات الأميركية. تصالح مع طهران. طوى الصفحة مع كوبا. قاوم صقورا كثيرين أرادوا غزو سوريا وضرب إيران. آثر التفاهم مع روسيا والصين. واختتم عهده بمصارحة حلفائه في الخليج وتركيا وإسرائيل بأنهم اخطأوا. وهو رئيس يتمتع بذكاء استثنائي وثقافة عالية وحيوية لافتة.
قد يكتب التاريخ بالمقابل: ان اوباما كان الأسوأ. غازل الاخوان المسلمين في خطابه في جامعة القاهرة في العام 2009، فاشتعل الوطن العربي بنار الربيع. تخلى عن حلفاء أميركا في تونس ومصر واليمن فالتهبت. غض الطرف عن الإرهاب لضرب سوريا، فارتد الإرهاب الى أوروبا والسعودية وتركيا وغيرها. في عهده مُزقت ليبيا، واحترق اليمن، ودُمرت سوريا، وازداد تفتت العراق، وبقي لبنان بلا رئيس. في عهده أيضا رُسمت «خريطة حدود الدم». وفي عهده وصلت العلاقة مع روسيا الى مستوى الحرب الباردة، وكادت تشتعل مع الصين وبحرها.
لا بأس. التاريخ يكتبه المنتصرون. فمن هم؟
مع مشارفة عهد أوباما على نهايته تنقلب الصورة. ينتقد سيد البيت الأبيض بقسوة السعودية وتركيا وإسرائيل. (راجع أقواله في مجلة اتلانيك). بالمقابل، فان أوباما يريد تعاونا خليجيا إيرانيا. يبشر بمستقبل واعد مع إيران. يقول في رسالته الى الإيرانيين لمناسبة عيد النوروز: «الآن، للمرة الاولى منذ عقود، فان مستقبلا جديدا ممكن». هنا جوهر القضية. لماذا؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire